موضوع: تقرير عن مسلسل اثير الحب الإثنين أغسطس 18, 2014 9:09 am
نتناول اليوم عملاً من أعمال الدراما التركية لا لجماليته التي اعتدنا عليها في الفن التركي.. وانما لنتأكد من أن الأعمال الفنية ليست على مستوى واحد من الاتقان والابداع ان كان من حيث الفكرة أو الاخراج أو السيناريو أو حتى اختيار الممثلين المشاركين بالعمل.. وذلك كله يكون تبعاً للميزانية المرصودة للانتاج.. فـ«أثير الحب» أو اسمع قلبك وهو العنوان الأصلي للعمل الدرامي الذي يُعرض على الشاشات العربية.. عمل يُصَنّف دون الوسط.. اذ يطالعنا ومن الحلقة الأولى بأحداث مفككة وكذلك سيناريو ضعيف وفكرة مطروقة ومعالجة عدة مرات بأعمال سابقة وبحرفية عالية أيضاً وليس كما رأيناها في هذا العمل... (ألا وهي الخيانة الزوجية.. ووقوع البطل بحب البطلة ووجود صديقتها العذول التي تحيك الخدع والأكاذيب المكشوفة للتفريق بين صديقتها ومَن تحب بغية الاستئثار به وحدها كعادة الأعمال التركية). يحكي المسلسل قصة الخيانة الزوجية بشكل عام وكذلك العائلة المفككة وآثارها على الأولاد اذ ان رجل الأعمال (جهاد) متزوج من شيرين وله منها ولد (مجد) وبنت (رهام).. يخون جهاد زوجته مع (نيرمين) خطيبته السابقة قبل زواجه من شيرين وحبه الأول التي صادفها في منزلهم وهي تقوم بترتيب أظفار زوجته (شيرين) وأخته (ميرفت) لتتجدد علاقتهما من جديد بعدما تخلى زوج نيرمين عنها وعن ابنيهما (هناء) و(رامي)... لتعمل من أجل ان تؤمّن لابنيها حياة لا بأس بها لاكمال تعليمهما... تعلم (رهام) بعلاقة والدها مع نيرمين وتُصاب بصدمة نفسية قوية تفقد الكلام على أثرها ولا يستطيع أحد ان يخرجها من حالتها تلك الا (أوس) ابن الخادمة الشاب الوسيم، المثقف الذي تحبه وتميل اليه (رهام) أما مجد فكان دائم الخلاف مع والده.. لذلك ذهب للدراسة في لندن هرباً من صدامه مع والده الدائم... وعاد ليُعرِب عن رغبته بالعمل بمفرده بعيداً عن وصاية والده عليه... ويقوم بتأسيس اذاعة صغيرة له وتكون هناء ابنة نيرمين المذيعة فيها اذ سبق لها ان عملت في اذاعة الجامعة سابقاً وكذلك جيهان الشريكة المالية الثانية بتلك الاذاعة لتكون قريبة دائماً من مجد.. الا ان مجد اختار قلبه هناء..ورغم كل ما قامت به جيهان من مقالب وخدع وأكاذيب مكشوفة للتفريق ما بين مجد وهناء صديقة طفولتها... الا ان مجد كان دائماً يكشف تلك الحيل ويتأكد من حبه لهناء وبشكل كبير لينتصرا ويكللا حبهما بالزواج ليحقق مجد وهناء ما لم يحققه والداهما جهاد ونيرمين من قبل... أما جيهان فقد يئسَتْ أخيراً من حب مجد ورضخَتْ للأمر الواقع.. لتقتنع بـ(جهاد) الذي أنهى علاقته بـ(نيرمين) بعد عدة مشاكل قامت بينهما ويلتفت لـ(جيهان) حتى يحكم شباكه حولها ويقنعها بالزواج منه على الرغم مما كان من حبها لابنه... قصص جانبية كثيرة تتخلل هذا العمل.. كقصة ديالا ابنة الخادمة التي تتقمص شخصية رهام لتوهم ابن الجيران (ماجد) بأنها ابنة العائلة الغنية وتعيش معه قصة حب دون رضا أهله فيكتشفون الحقيقة ويجبرونه على السفر لأمريكا ليبعدوه عنها.. تطول بنا الحلقات بأحداث غير مجدية ولا فائدة منها ليمتدّ العمل لثلاثة أجزاء أو حتى أكثر وهو لا يحتمل كل هذا التطويل والبطء اللذين أديا الى هشاشة بنية العمل وضعف حبكته.. وذلك كله يعود للمخرج والمؤلف اللذين عملا على التنويع في هذا العمل حيث أدخلا شيئاً مما رآه المخرج كوميديا من خلال عرضه للمقالب الصبيانية التي يقوم بها ابن نيرمين (رامي) وصديقه.. الا أنهما لم يعلما أنه بدا تهريجاً غير محبّذ أو محبّب لنفس المشاهد... كما اعتمدا على اختيار الوجوه الشابة والجميلة التي ليس لها خبرة بالتمثيل سابقاً فلم يستطيعوا ان ينهضوا بالعمل على الوجه اللائق أو الأدنى المطلوب الذي تعوّدنا عليه بالدراما التركية.